{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} أي خاليا من العقل ،لما دهمها من فرط الجزع ،وأطار عقلها من الدهش ،لما بلغها وقوعه في يد فرعون{ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} أي بأمره وقصته ،وأنه ولدها{ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي لولا أن ألهمناها الصبر .شبه بربط الشيء المنفلت ليقر ويطمئن .ومعنى{ من المؤمنين} أي المصدقين بوعد الله .وهو قوله:{[5998]}:{ إنا رادوه إليك} .
قال الزمخشري:ويجوز ،وأصبح فؤادها فارغا من الهم ،حين سمعت أن فرعون عطف عليه وتبناه .إن كادت لتبدي بأنه ولدها ،لأنها لم تملك نفسها فرحا وسرورا بما سمعت .لولا أنا طامنا قلبها وسكنا قلقه الذي حدث به من شدة الفرح والابتهاج ،لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله ،لا بتبني فرعون وتعطفه .