قوله:{قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ}{ذَلِكَ} في محل رفع مبتدأ .وخبره{بَيْنِي وَبَيْنَكَ} والإشارة عائدة إلى ما عاهده عليه شعيب ؛أي ذلك الذي قلته وعاهدتني فيه وشارطتني عليه قائم بيننا لا نخرج كلانا عنه .أو هذا الذي قلته من التزامك تزويجي إحدى ابنتيك على أن آجرك ثماني حجج واجب بيني وبينك وكلانا ملوم بالوفاء لصاحبه .
قوله:{أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى} أيّ ،منصوب بالفعل{قَضَيْتُ} وما ،زائدة .والأجلين مجرور بالإضافة وتقديره: أيَّ الأجلين قضيت .وقضيت في موضع جزم ،جملة شرط بأيما .والفاء وما بعدها في موضع جزم جواب الشرط{[3496]} .
والمعنى: أن موسى قال لصاحبه شعيب: أي الأجلين من الثماني حجج والعشر{قَضَيْتُ} أي أتممت وأوفيت في رعي الغنم{فلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَيّ} العدوان معناه الظلم الصراح .ومنه التعدي ،وهو التجاوز ،أو مجاوزة الشيء إلى غيره{[3497]} .والمعنى: أن لا تعتدي علي فتطالبني بأكثر مما قضيت .
قوله:{وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} الوكيل بمعنى الشاهد والحفيظ ؛وذلك إشهاد بالله على ما اتفقا عليه{[3498]} .