{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} أي المشركون الذين وجب عليهم غضب الله وعذابه ،وهم الرؤساء والكبراء الذين كانوا يفتنون الناس عن دينهم ،وكانوا يزينون لهم فعل المعاصي .وقيل: المراد بهم الشياطين الذين كانوا يغوون الناس ،فإن هؤلاء المجرمين الفاسقين يقولون وهم موقوفون على ربهم يوم القيامة{رَبَّنَا هَؤُلاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} هؤلاء ،في موضع رفع بالابتداء والذين أغوينا ،في موضع رفع خبر لمبتدأ آخر .وتقديره: هؤلاء هم الذين أغوينا{[3519]} والمعنى: أن هؤلاء الأتباع الذين دعوناهم إلى الغواية والضلال ،أضللناهم كما كنا ضالين .
قوله:{تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} أي تبرأ بعضهم من بعض ،وصار بعضهم لبعض عدو .فالشياطين ورؤساء الضلال والغواية قد تبرئوا ممن أطاعهم من الأتباع ،والرعاع والمضللين والمستخفين ،وقالوا:{مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}{ما}: فيها وجهان: أحدهما: أن تكون نافية .وثانيهما: أن تكون مصدرية ،والتقدير: تبرأنا إليك من عبادتهم إيانا .والأول أوجه{[3520]} .والمعنى: أنهم ما كانوا يعبدوننا ،بل كانوا يعبدون أهواءهم .