/م62
المفردات:
حق عليهم القول: ثبت ووجب عليهم آيات الوعيد كقوله تعالى:{ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [ السجدة: 13]
أغوينا: أضللنا ،بأن دعوناهم إلى الغي والضلال .
تبرأنا إليك: تبرأ بعضنا من بعض ،فالشياطين يتبرءون ممن أطاعهم ،والرؤساء يتبرءون ممن تبعهم .
التفسير:
63-{قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون}
القول في الآية يراد به كلمة العذاب ،أو المكث في جهنم ،تحقيقا لعدالة الله القائل:{ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [ السجدة: 13] .
أي: قال الرؤساء والشياطين ورموز الإغواء والإضلال: إن هؤلاء الأتباع اختاروا الضلال ،وساروا وراءنا مختارين ،وما كان لنا عليهم من سلطان ،إلا أن دعوناهم فاستجابوا بإرادتهم واختيارهم ،كما ضللنا نحن دعوناهم للضلال فضلوا ،ونحن نتبرأ إلى الله من عبادتهم ومن ضلالهم ،ما كانوا يعبدوننا ،وإنما كانوا يعبدون أهواءهم ونزواتهم ،ولو أعملوا عقولهم ،وشحذوا أفكارهم ،لاهتدوا في الدنيا ،وما ساروا وراءنا ،وهكذا يتبرأ القادة من الأتباع ،ويتبرأ الأتباع من القادة ،في وقت لا ينجى فيه الإنسان إلا العمل الصالح والتوبة النصوح .
قال تعالى:{إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب*وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار} [ البقرة: 166 ،167] .