{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} من الذين كانوا يضعون أنفسهم في مصافّ الآلهة أو من الذين كانوا يضعون أنفسهم في هذا المستوى ،فها هم واقفون الآن والناس يشيرون بأيديهم إليهم ويتعرفون عليهم ،ويحمِّلونهم المسؤولية في ضلالهم أمام الله ،بعد أن تبرّأوا من المسؤولية عنهم ،إنهم يواجهون الله ،ليتبرَّأوا من مسؤولية الإضلال بعد إقرارهم بمسؤولية الضلال .
{رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} فقد كانت غوايتهم بإغوائنا لأننا كنا غاوين ،فكما غوينا بإرادتنا واختيارنا من دون أن يكون هناك ضغطٌ علينا في ذلك ،بل هو من خلال استسلامنا للإغراء وللتزين وللانحراف ،فإنهم غووا بإرادتهم واختيارهم ،فقد استمعوا إلينا واستسلموا لمنطقنا ولم يرجعوا إلى عقولهم وإلى ما أنزلته عليهم من وحيٍ ،وما أرسلته إليهم من رسول ،فلا تحمّلنا مسؤوليتهم ،فيكفينا ما نحمله من مسؤولية أنفسنا .{تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ} منهم في كل ما اعتقدوه وما عملوه{مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} فلا علاقة لنا بهم من قريب أو من بعيد ،بل كانوا يعبدون ما نسجته أوهامهم من آلهةٍ وأوثان .