/م62
-{وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون} .
أي: قيل لهؤلاء الكفار على سبيل التبكيت والتقريع ،والفضيحة على رءوس الأشهاد:
{ادعوا شركاءكم} الذين عبدتموهم من دون الله وزعمتم أنهم ينفعونكم في هذا اليوم .
{فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ..}
أي: دعوهم يائسين مغلوبين على أمرهم ،فلم يلتفت إليهم الشركاء لانشغالهم بأنفسهم ،ولأنهم لا يملكون لهم أي نفع أو مصلحة ،وشاهد الكفار العذاب بأعينهم رأى العين ،فتمنوا لو أنهم كانوا قد رغبوا في الهدى واستقاموا عليه في الدنياxxiv .
قال الزمخشري:
حكى سبحانه وتعالى- أولا ما يوبخهم به ،من اتخاذهم له شركاء ،ثم ما يقوله الشياطين أو أئمتهم عند توبيخهم ،لأنهم إذا وبخوا بعبادة الآلهة ،اعتذروا أن الشياطين هم الذين استفزوهم وزينوا لهم عبادتها ،ثم ما يشبه الشماتة بهم ،من استغاثتهم آلهتهم ،وخذلانهم لهم ،وعجزهم عن نصرتهم ،ثم ما يبكتون به من الاحتجاج عليه ،بإرسال الرسل وقطع الحجة ،وإبطال المعاذير .