قوله:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} أو لم يكف هؤلاء المشركين المعاندين الذين يسألون الآيات والمعجزات ما أنزلناه عليك من آيات بينات باهرات ،وهو القرآن الكريم .هذا الكتاب المعجز الباهر الذي حوى من الأنباء والأحكام والعلوم والمشاهد والقَصَص وأخبار الدنيا والآخرة ما يدهش اللب ويشدَهُ الحس ويثير العجب في البال والخيال .
أو لم يكفهم هذا الكتاب المجيد الذي جاء حافلا بظواهر شتى من وجوه الإعجاز مما لم يأت على مثله أو هيئته في تاريخ العالمين كتاب .
لا جرم أن معجزة القرآن تفوق كل المعجزات ،وفيها من الأدلة القواطع على نبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ،وعلى صدق هذا الكتاب وأنه منزل من عند الله .
قوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} المراد باسم الإشارة: القرآن ،فإنه فيه رحمة للبشرية في الدنيا ؛إذ يخرجهم من ظلمات الشر والباطل والمرض بكل صوره وأسمائه إلى نور الحق والعدل والمودة والمساواة .وهو كذلك رحمة لهم في الآخرة ؛فإنه منجاة لهم من ويلات يوم القيامة وأهوالها وشدائدها .وكذلك فإن القرآن ذكرى{لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي تذكرة لهم ،باقية على مرّ الزمن فيتعظون بها ويتدبرون ما فيها من جليل المعاني والأحكام والعبر .