قوله تعالى:{فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ( 52 ) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} .
يصف الله حال الكافرين المعاندين بالموتى الذين لا يسمعون ولا يعقلون ؛لأنهم هامدون خامدون ،لا حياة فيهم ولا حراك .وكذلك الكافرين الذين ختم الله على قلوبهم فهم أولو طبائع كزَّة لا تلين لموعظة ولا تستجيب لحجة أو برهان .أولئك هم الجاحدون المعاندون الذين لا تسددهم النصيحة ولا يعطفُ قلوبهم الوعظ الكريم الحسن .وهم كذلك يشبهون الصُّمَ الذين لا يسمعون النداء .والأصم إذا ولى مدبرا لا يرده أيُّما نداء رفيع ولا هتاف صارخ ؛لأنه سادر في صممه لا يسمع .وكذلك الجاحد المعاند ذو الفطرة البور والنفس الفاسدة الكنود ؛فإنه لا يتعظ بالنصح وحسن الحديث ولا يزدجر بالتحذير ولا التنذير .