{فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى} الذين لا يملكون حسّ الانفعال بما حولهم من الأحداث والأقوال والأفعال ،وإن كانوا يملكون نبض الحياة في أجسادهم ،لأنهم في غيبوبةٍ عميقةٍ عن كل قضايا العقيدة والواقع المتصل بالرسالة ،لاستغراقهم في شهواتهم ،حتى أنهم لا يحسّون بشيء آخر غيرها .
{وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ} الذي تدعوهم فيه إلى الإيمان أو التفكير أو الحوار ،لأنهم فقدوا إرادة الوعي ،فرفضوا الانتباه إلى الكلمات المنطلقة من وحي الله ،وأغلقوا آذانهم عن ذلك كله ،ما جعل عندهم نوعاً من الصمم الاختياري الذي قد يكونفي حساب المسؤوليةأشد خطراً من الصمم الطبيعي .
{إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ} إذا ابتعدوا معرضين عن التجاوب معك من موقع العقدة المستحكمة في داخلهم ،والرفض العدواني في شخصيتهم .فإن أوّل شروط التفاهم بين الناس في ما يختلفون فيه ،هو إرادة الوصول إلى النتائج الحاسمة للفكرة ،فإذا فقدها أحد الفريقين ،تعطل الموضوع كله .