{وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً} يؤدي إلى اصفرار الزرع بعد خضرته بفعل المؤثرات التي يتأثر بها من خلال الريح الباردة التي تقتل الزرع بفعل الصقيع ،{لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} لأن مسألة الإيمان ليست فكراً مستقراً من خلال القناعة الوجدانية الثابتة القائمة على التأمل في مواقع العقيدة ومصادرها ،بل هي انفعالٌ متحركٌ متزلزلٌ بالأوضاع الخارجية المتصلة بحياتهم في ما ينزل عليهم من رحمة ،أو يصيبهم من نقمة .وتلك هي مشكلة الكثيرين من الناس في انفعالهم بقضايا العقيدة والرسالة ،حيث تتغير مواقفهم تبعاً لتغير النتائج المرتبطة بتأثيرات الموقف على مصالحهم وانفعالاتهم ،فيقفون معها إذا جرت الأمور بما يشتهون ،ويبتعدون عنها ،بل يتعقَّدون منها ،إذا اهتزت مصالحهم الخاصة ،وتأثرت شهواتهم الجامحة .وهذا هو الذي يجب أن يدرسه العاملون في حركة الإيمان في ساحة الانتماء والواقع .