{وَمَآ أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ} من هؤلاء الذين يملكون العيون التي يبصرون بها الطريق ،ولكنهم لا يملكون العيون التي يبصرون بها آفاق العقيدة ،ومواقع المسؤولية ،وسبل الهدف الكبير ،وهي عيون القلوب التي يشرق من خلالها الفكر على حركة الإيمان في الإنسان ،لأنهم أغلقوا عيونهم الفكرية عن التحديق بالحقائق الواضحة التي تقدمها الرسالة أمامهم ،في مواقع الوحي النازل من الله .ولذلك ضاعوا وضلوا الطريق ،فلا تستطيع هدايتهم إليه ،لأنهم قد عطلوا الأدوات الحيّة التي تقودهم إلى ذلك .
{إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بَِايَاتِنَا} إيمان عقل ووعي وإرادة{فَهُمْ مُّسْلِمُونَ}منقادون لله ،خاضعون لإرادته ،لأنهم أسلموا كل حياتهم له ،بعد أن آمنوا بأنه يملك منهم ما لا يملكونه من أنفسهم ،لأنه هو الخالق الذي يملك الأمر كله والكون كله .