قوله تعالى:{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ( 10 ) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .
لقد منَّ الله على نبيه داود عليه الصلاة والسلام بفضل منه .واختلفوا في المراد بهذا الفضل على عدة أقوال ،منها: أن المراد به النبوة .وقيل: الملك والتمكين في الأرض .وقيل: تسخير الجبال والناس .وقيل: إلانة الحديد .وقيل: حُسن الصوت .فكان إذا سبَّح سبَّحَتْ معه الجبال الرواسي .وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل ،فوقف فاستمع لقراءته ثم قال صلى الله عليه وسلم:"لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود ".
قوله:{يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ}{أَوِّبِي} ،بتشديد الواو ،من التأويب وهو التسبيح والترجيع ؛أي قال الله للجبال: رجِّعي معه مسبِّحة .
قوله:{وَالطَّيْرَ} معطوف على{فَضْلاً} أي آتيناه فضلا وتسبيح الطير .وقيل: منصوب بفعل مضمر .أي وسخرنا له الطير .
قوله:{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} أي جعل الله له الحديد ليّنا طريّا حتى كان في يده كالطين فيصرفه كيف يشاء من غير نار ولا ضرب بمطرقة .