قوله:{إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} يعني إن تنادوهم مستغيثين بهم عند النائبات فهم لا يسمعون نداءكم ؛لأن ما تعبدونهم ليسوا غير جمادات لا تسمع ولا تعقل ولا ترى .
قوله:{وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} أي لو سمعوا نداءكم أو دعاءكم إياهم وفهموا ما تبتغون منهم لما استجابوا لكم وما نفعوكم ؛لأنهم عاجزون عن نفعكم وكشف الضر والنوائب عنكم .فما ينبغي لكم بعد أن أيقنتم بهذه الحقيقة أن تعبدوا غير الله الخالق المقتدر ؛فهو المعبود وحده دون سواه من المخاليق .
قوله:{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} يبين الله للمشركين الغافلين السادرين في الضلالة والتيه أن هذه الآلهة المزعومة التي عبدتموها من دون الله تتبرأ منكم يوم القيامة منكمومن إشراككم إياها ،وتتبرأ من أن يكون شركاء لله في الدنيا .ويومئذ يعضكم الندم ويحيط بكم اليأس والخسران فتبوءون بالويل والوبال وسوء المصير .
قوله:{وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} يخاطب الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم قائلا له: إنه ليس من أحد يخبرك يا محمد بمثل هذه الحقائق والأخبار وبما تصير إليه الأمور في الدنيا والآخرة مثل ذي خبرة عليم بذلك .والمراد هو الله سبحانه ؛فهو العليم الخبير بما يجري وبما هو آتٍ{[3857]}