قوله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ( 51 ) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ( 52 ) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ( 53 ) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} .
الصور معناه البوق أو القرْن الذي ينفخ فيه إسرافيل إيذانا بالبعث وقيام الساعة .و{الْأَجْدَاثِ} جمع جدث وهو القبر .و{يَنْسِلُونَ} أي يسرعون{[3915]} .
الله جل جلاله يخبر عن قيام الساعة عقيب النفخة الثانية أو الأخيرة وهي نفخة الإحياء والبعث ،فإذا نفخ إسرافيل في القرن وهو الصور المعَدّ للنفخ أحيا الله العباد من قبورهم{يَنْسِلُونَ} أي يعْدون مسرعي لمواجهة الحساب في يوم حافل رعيب مشهود ،يجمع الله فيه الخلائق وقد غشيهم من الذعر والفزع والجزع ما غشيهم .وفي هذا الحال من الدهش والذهول والحيرة .يتساءل الناس قائلين{يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} .