قوله تعالى:{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ( 59 ) * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 60 ) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}
يخبر الله عن حال الظالمين الخاسرين يوم القيامة ،إذ يصيبهم من المهانة والإذلال والترعيب ما يصيبهم .ثم يأمرهم الله بالانفصال عن المؤمنين ؛فقد كانوا هم وإياهم مجتمعين في المحشر دون تمييز .وهو قوله:{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} أي انفردوا عن المؤمنين وكونوا على حدة .وذلك حين يساق المؤمنون إلى الجنة ويبقى الكافرون وحدهم فيزدادون بذلك ذعرا وخشية ويغشاهم مزيد من اليأس والابتئاس فتتقطع قلوبهم من فرط الذعر والفزع واشتداد الكرب .