قوله:{فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} يعني لولا أن يونس كان من المصلين لله لبقي رهين الحبس في بطن الحوت حتى تقوم الساعة .وقيل: لولا ما تقدم له من صالح الأعمال في الرخاء ،أي قبل ابتلائه بالحوت للبث في بطنه إلى يوم القيامة عقوبة له ،فيكون بعض الحوت له قبرا إلى يوم البعث .
واللهُ جل جلاله يدفع الشدائد والنائبات عن عباده المؤمنين الذين سبقت لهم الطاعات والصالحات في أوقات الرخاء .فما يكون العبد المؤمن منيبا إلى ربه مطيعا لأمره في أحواله المعتادة من الراحة والأمن إلا كفّ الله عنه البلايا والمحن أو هونها عليه تهوينا .وفي حديث ابن عباس:"تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ".