{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} جند الله: حزبه من النبيين والمتقين السائرين على شرعه ومنهجه للعالمين فقد سبقت كلمة الله في الأزل أن هؤلاء المؤمنين المخلصين ،لهم الغلبة والظهور على الكافرين الظالمين وهذه سنة الله في عباده أن جعل النصر والغلبة لجنده المتقين ،وجعل الذلة والخزي والصَّغار على المجرمين الذين يُحادّون الله ورسله ويتصدون لدين الله ومنهجه وشرعه بالتكذيب والتشكيك والصَّدّ .ذلك وعد من الله لجنده المؤمنين الصادقين ،السائرين على صراطه المستقيم ،ولا ينافي ما يصيب المسلمين من هزائم ونكسات في كثير من الأحوال ؛فسنة الله أن يبتلى المسلمون في أنفسهم وأموالهم وأوطانهم وكراماتهم في أحوال عصيبة مريرة .وما كان ذلك ليكون لولا تفريط المسلمين في دينهم ،ونكولهم عن فريضة الجهاد وانشغالهم بزينة الحياة الدنيا .
وكيفما تكن الأمور والأحداث والابتلاءات فإن العاقبة لعباد الله المؤمنين المتقين الصابرين ؛فهم الغالبون لا محالة ،وهم الوارثون لنصر الله ،لتكون لهم الهيمنة والغلبة في النهاية وتكون لهم العزة والاستعلاء ويكون الدين كله لله .