وعطف{ وإنَّ جُندنا لهم الغالِبُونَ} بشارة للمؤمنين فإن المؤمنين جند الله ،أي أنصاره لأنهم نصروا دينه وتلقوا كلامه ،كما سموا حزب الله في قوله:{ كتب اللَّه لأغلبن أنا ورسلي إن اللَّه قوي عزيز}[ المجادلة: 21] إلى قوله:{ أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}[ المجادلة: 22] إلى قوله:{ أولئك حزب اللَّه ألا إن حزب اللَّه هم المفلحون}[ المجادلة: 22] .وقوله:{ لهُمُ الغالِبُونَ} يشمل علوّهم على عدوّهم في مقام الحجاج وملاحم القتال في الدنيا ،وعلوّهم عليهم في الآخرة كما قال تعالى:{ والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة}[ البقرة: 212] فهو من استعمال{ الغالِبُونَ} في حقيقته ومجازه .
ومعنى{ المنصُورون} و{ الغالِبُونَ} في أكثر الأحوال وباعتبار العاقبة ،فلا ينافي أنهم يُغلبون نادراً ثم تكون لهم العاقبة ،أو المراد النصر والغلبة الموعود بهما قريباً وهما ما كان يوم بدر .