قوله تعالى:{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ ( 19 ) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ( 20 ) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ( 21 ) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ( 22 ) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ( 23 ) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ( 24 ) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ ( 25 ) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} .
يبين الله سرعة أخذه للبشرية .فإذا نُفخ في الصور النفخة الأخرى وهي نفخة البعث والإحياء سارع المكذبون مذعورين إلى الحشر لملاقاة الحساب .وذلك هو قوله:{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} وذلك جواب لشرط مقدَّر ،تقديره: إذا كان ذلك فما هي إلا زجرة واحدة{[3942]} والزجرة تعني الصيحة .ويراد بها النفخة الثانية التي تبعث فيها الخلائق من مراقدها{فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} أي يُبعثون عقب النفخة الثانية أحياء فينظرون إلى ما قدّموه من سوء الأعمال .أو قاموا من قبورهم فَزعين ينظرون ما هو واقع بهم{وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ}