قوله:{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} لما خاطبهم إبراهيم زاجرا موبّخا مستهجنا وقد غلبهم بالحجة وعرفوا أنه كسَّر أصنامهم ، لجئوا إلى البطش والانتقام معتمدين على كثرة جموعهم وقدرتهم على البطش وتلك حيلة المفلسين من الطغاة والعتاة والمتجبرين في كل زمان ؛فإنهم إذا ما أعوزتهم الحجة والحكمة والبرهان لجوا معاندين فاجرين حمقى ليصدوا عن سبيل الله بالبطش والتنكيل .
لقد تشاور المشركون الظالمون في أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقالوا:{ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا} وقد ذُكر أنهم بنوا له بنيانا يشبه التنور ثم نقلوا إليه الحطب وأوقدوا عليه ؛فألقوه فيه .وهو قولهم:{فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} و{الجحيم} اسم من أسماء النار ،وكل نار عظيمة في مهواة فهي جحيم{[3971]} وذُكر أيضا أن إبراهيم لما صار في البنيان ،ذي النار المتأججة قال: حسبي اللهُ ونعم الوكيل .