قوله:{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} يختصم الناس فيما بينهم يوم القيامة أمام لحضرة الإلهية حيث الجلال والكمال والرهبة .وحينئذ يتميز المحق من المبْطل ،ويستبين المصلحون من المجرمين والمفسدين .فتحتج أنت يا محمد على قومك بأنك قد بلَّغت فكذَّبوا ،واجتهدت في دعوتهم إلى الحق وهم لجّوا في المعاندة ،ويعتذرون بما لا يجديهم نفعا .ويقول الأتباع: أطعنا سادتنا وكبراءنا .وتقول السادة والكبراء: أغوتنا الشياطين وآباؤنا الأولون .ثم يفصل بينهم جميعا وهو الفتّاح العليم فينجي الله المؤمنين المتقين ويهلك الكافرين المكذبين .