قال ابن أبي حاتم ، رحمه الله:حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن عمرو ، عن ابن حاطب - يعني يحيى بن عبد الرحمن - عن ابن الزبير ، عن الزبير قال:لما نزلت:( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال الزبير:يا رسول الله ، أتكرر علينا الخصومة ؟ قال:"نعم ". قال:إن الأمر إذا لشديد .
وكذا رواه الإمام أحمد عن سفيان ، وعنده زيادة:ولما نزلت:( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) [ التكاثر:8] قال الزبير:أي رسول الله ، أي نعيم نسأل عنه ؟ وإنما - يعني:هما الأسودان:التمر والماء - قال:"أما إن ذلك سيكون ".
وقد روى هذه الزيادة الترمذي وابن ماجه ، من حديث سفيان ، به . وقال الترمذي:حسن .
وقال الإمام أحمد أيضا:حدثنا ابن نمير حدثنا محمد - يعني ابن عمرو - عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير بن العوام قال:لما نزلت هذه السورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال الزبير:أي رسول الله ، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب ؟ قال:"نعم ليكررن عليكم ، حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه ". قال الزبير:والله إن الأمر لشديد .
ورواه الترمذي من حديث محمد بن عمرو به وقال:حسن صحيح .
وقال الإمام أحمد:حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي عشانة ، عن عقبة بن عامر قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أول الخصمين يوم القيامة جاران ". تفرد به أحمد .
وقال الإمام أحمد:حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"والذي نفسي بيده ، إنه ليختصم ، حتى الشاتان فيما انتطحتا "تفرد به أحمد .
وفي المسند عن أبي ذر ، رضي الله عنه [ أنه] قال:رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاتين ينتطحان ، فقال:"أتدري فيم ينتطحان يا أبا ذر ؟ "قلت:لا . قال:"لكن الله يدري وسيحكم بينهما ".
وقال الحافظ أبو بكر البزار:حدثنا سهل بن بحر ، حدثنا حيان بن أغلب ، حدثنا أبي ، حدثنا ثابت عن أنس [ رضي الله عنه] ، قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"يجاء بالإمام الخائن يوم القيامة ، فتخاصمه الرعية فيفلجون عليه ، فيقال له:سد ركنا من أركان جهنم ".
ثم قال:الأغلب بن تميم ليس بالحافظ .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) يقول:يخاصم الصادق الكاذب ، والمظلوم الظالم ، والمهدي الضال ، والضعيف المستكبر . .
وقد روى ابن منده في كتاب "الروح "، عن ابن عباس أنه قال:يختصم الناس يوم القيامة ، حتى تختصم الروح مع الجسد ، فتقول الروح للجسد:أنت فعلت . ويقول الجسد للروح:أنت أمرت ، وأنت سولت . فيبعث الله ملكا يفصل بينهما ، فيقول [ لهما] إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير والآخر ضرير ، دخلا بستانا ، فقال المقعد للضرير:إني أرى هاهنا ثمارا ، ولكن لا أصل إليها . فقال له الضرير:اركبني فتناولها ، فركبه فتناولها ، فأيهما المعتدي ؟ فيقولان:كلاهما . فيقول لهما الملك . فإنكما قد حكمتما على أنفسكما . يعني:أن الجسد للروح كالمطية ، وهو راكبه .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا جعفر بن أحمد بن عوسجة ، حدثنا ضرار ، حدثنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة ، حدثنا القمي - يعني يعقوب بن عبد الله - عن جعفر بن المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر [ رضي الله عنهما] قال:نزلت هذه الآية ، وما نعلم في أي شيء نزلت:( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) [ قال] قلنا:من نخاصم ؟ ليس بيننا وبين أهل الكتاب خصومة ، فمن نخاصم ؟ حتى وقعت الفتنة فقال ابن عمر:هذا الذي وعدنا ربنا - عز وجل - نختصم فيه .
ورواه النسائي عن محمد بن عامر ، عن منصور بن سلمة ، به .
وقال أبو العالية [ في قوله] ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال:يعني أهل القبلة .
وقال ابن زيد:يعني أهل الإسلام وأهل الكفر .
وقد قدمنا أن الصحيح العموم ، والله أعلم .