قوله تعالى: ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما ) الخطاب للناس كافة بما يلفت أذهانهم إلى البرهان الذي جاءهم من الله .والبرهان هو النبي ( ص ) بما يحمله من حجة أو معجزة أو دلائل على صدق نبوته .
فإن سجاياه الكريمة وكمال خُلقه وشمائله وفيما يتجلى في شخصه الكريم من أطيب الملامح وأحسن المقومات لهو أجلى برهان على أنه نبي مرسل ،وأنه صادق أمين لا ينطق عن الهوى ،وإنما يأتيه الوحي من السماء ومعه الخبر اليقين .أما النور الذي أنزله الله فهو القرآن الكريم .ولا ريب أنه نور مبين تتكشف به الحقيقة ويتبدد الديجور المعتم لتشرق أنوار المعرفة والحق في وضح غامر مكشوف .وهو كذلك .( مبينا ) أي واضح ظاهر في معانيه وأحكامه ومقاصده ،وهو قائم على الصدق والاستقامة والجلاء من غير لبس أو تعقيد أو إبهام .