وقوله: ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ) هؤلاء هم المؤمنون حقا ؛لأنهم قرنوا إيمانهم بعمل الصالحات ،فإنه لا قيمة للإيمان إذا لم يشفعه صالح العمل .والذين يكونون كذلك سوف يجزون أجورهم وافية بغير انتقاص ،وسوف يكون لهم من الله زيادة في الأجر والجزاء .وذلك هو شأن الإله الكريم المنان ،فإنه يعطي من الأجر ما لم يكن في حسبان العبد ،ويفيض من الخير والعطاء ما يفوق العمل المبذول كثيرا ،وتلك هي رحمة الله يبسطها لعباده ،فينالوا بها السلامة والنجاة وحسن الجزاء ،لكن الذين يمتنعون من عبادة الله استكبارا فإنهم معذبون أشد العذاب ،وإنهم ملاقون من النكال الأليم ما يناسب استنكافهم واستكبارهم ،وهم بالتالي سوف لا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ،إنهم إذا ما استنكفوا واستكبروا فإنهم واقعون في الهلاك والعذاب لا محالة حيث لا يجدون لهم هنالك عونا أو مجيرا أو نصيرا غير الله{[863]} .