قوله:{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ}{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ} ،مسرفا واحدا بل يريد كل مسرف .ويجوز رفع{الذين} على الابتداء{[4017]} .
والمعنى أن جدال المكذبين الجاحدين الذين يخاصمون في آيات الله بغير حجة ولا برهان{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا} فاعل{كَبُرَ} ،هو الضمير العائد على{من هو مسرف} وقيل: راجع إلى مصدر الفعل المتقدم وهو قوله:{يجادلون} وتقديره: كبر جدالهم مقتا عند الله وعند الذين آمنوا أي يمقته الله ويبغضه أشد البغض وكذلك الذين آمنوا يمقتونه ويبغضونه .ويراد بذلك التعجب ولاستعظام لجدالهم بغير حق ولا برهان إلا العناد والرغبة في الباطل .
قوله:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} أي مثل ذلك الختم على قلوب المسرفين المرتابين والذين يجادلون في آيات الله بالباطل والهوى ،يختم الله على كل ذي قلب مستكبر عن الحق ،متجبِّر لا يلين بحجج الله وآياته .
وقرئ ( قلبٍ ) ،بالتنوين ،فوصف بالتكبر والتجبر ؛لأنه مركزهما ومنبعهما{[4018]} .