قوله:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}{الذين} مبتدأ ،وخبره{يُسَبِّحُونَ} والجملة مستأنفة وقد تمَّ من قبلها الكلام .وهي مسوقة تأنيسا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلية له .والمعنى: أن الملائكة الذين يحملون عرش الرحمن – هذا البناء الهائل المذهل – وكذلك الملائكة الذين من حول هذا العرش ،هم جميعا يسبِّحون بحمد ربهم ؛أي ينزهونه عن النقائص والعيوب وهم يحمدونه على أنعمه{وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا} أي يسألون الله للمؤمنين المغفرة .
ثم يبين الله كيفية استغفار الملائكة للمؤمنين ؛فإنهم يستغفرون لهم قائلين{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}{رَحْمَةً وَعِلْمًا} منصوبان على التمييز ؛أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء{[4004]} .
قوله:{فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ} يسألون التوبة للتائبين من الشرك والمعاصي والمتبعين سبيل الحق وهو الإسلام{وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} يسألون الله أن يصرف عن المؤمنين المتقين عذاب الجحيم .والمراد بالجحيم ،النار الشديدة التأجّج .وكل نار بعضها فوق بعض{[4005]} .