{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} أي من الملائكة .وقد سبق في تفسير آية{[6386]}{ ثم استوى على العرش} في الأعراف ،كلام في حملة العرش ،فراجعه{ ومن حوله} يعني الملائكة المقربين{ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} أي ،ويقرّون بأنه لا إله لهم سواه ويشهدون بذلك لا يستكبرون عن عبادته .وفائدة التصريح بإيمانهم ،مع جلاله ،هو إظهار فضيلة الإيمان وإبراز شرف أهله ،والإشعار بعلة دعائهم للمؤمنين .حسبما ينطق به قوله تعالى:{ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} فإن المشاركة في الإيمان أقوى المناسبات وأتمها ،وأدعى الدواعي إلى النصح والشفقة .وفي نظم استغفارهم لهم في سلك وظائفهم المفروضة عليهم ،من تسبيحهم وتحميدهم وإيمانهم ،إيذان بكمال اعتنائهم به ،وإشعار بوقوعه عند الله تعالى / في موقع القبول{ ربنا} أي يقولون ربنا{ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} أي شملت رحمتك وأحاط بالكل علمك{ فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ} أي صراطك المستقيم بمتابعة نبيك في الأقوال والأعمال والأحوال{ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} .