قوله:{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} خشوع الأرض معناه هنا يبسها وجدبها ،أي من حجج الله على قدرته البالغة وأنه محيي الموتى أنك ترى الأرض غبراء يابسة جدبة لا نبات فيها{فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} إذا أنزل الله على الأرض ماء المطر تحركت بالنبات{وَرَبَتْ} أي انتفخت وعلت قبل أن تُنبت ،وعلى هذا فإن في الكلام تقديما وتأخيرا وتقديره: ربت واهتزت ،أي أن الأرض تصير مزهوّة بالزرع والخِصْب وكل أنواع النبات بعد أن كانت راكدة ميتة لا حياة فيها ولا حركة ،لا جرم أن هذه صورة عن حقيقة الإحياء وبعث الموتى من قبورهم بعد الرفات والبلى .وذلك قوله:{إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .{[4064]}