قوله:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}{أَمْ} هي المنقطعة ؛أي بل أيقولون افترى محمد على الله كذبا بدعواه النبوة .والاستفهام للإنكار والتوبيخ .وافترى من الافتراء وهو الاختلاق .وافتراء الكذب اختلاقه .وهكذا يهذي المشركون المكذبون إذ يقولون إن محمدا – بما ادعاه من نبوة – قد اختلق الكذب على الله .
قوله:{فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} ذلك جواب من الله لهؤلاء المكذبين السفهاء .والمعنى: لو افتريت على الله كذبا يا محمد – كما يزعم هؤلاء الضالون – لطبع الله على قلبك فأنساك القرآن .
قوله:{وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} أي يذهب الله بالباطل ويمحقه{وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} المراد بالحق دين الإسلام ،وهو دين الله القويم جعله الله هداية للعالمين ورحمة .والله يثبت هذا الحق بكلماته وهي القرآن الكريم .هذا الكلام الرباني المعجز الذي جعله الله نورا تستضيء به البشرية في هذه الدنيا كيلا تضلَّ أو تتعثر أو تشقى .
قوله:{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الله يعلم ما تكنه صدور عباده فلا عليه من ذلك شيء .وفي ذلك إشعار من الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه لو حدثته نفسه أن يفتري على الله كذبا لطبع الله على قلبه وأذهب منه ما آتاه من وحي .وذلك ليستيقن المؤمنون ،ويعلمَ الكافرون أن القرآن منزل من عند الله وليس في مستطاع أحد أن يفتري على الله منه شيئا .{[4104]}