{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} في ما يتقوّلونه عليك من الكلمات التي يريدون بها إثارة الدخان حول رسالتك والتشكيك بها ،وتشويه شخصيتك ..ولكنهم إذا كانوا يؤمنون بالله الذي يستلزم الإيمان بقدرته ،فلا بد من أن يفكروا بأن الله قادر على أن يطبع على قلب النبي( ص ) ويمنعه من وعي القرآن وحفظه وتبليغه للناس إذا كان مكذوباً ،{فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} ويحول بينك وبين الامتداد في الكذب ،ولكن الله شاء أن يوحي إليك ويفتح قلبك للحق النازل بكلماته ،{وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} المتمثل بمفاهيم الكفر والشرك والضلال{وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ} من خلال مفاهيم الإيمان والتوحيد والرسالة واليوم الآخر ،ويثبِّتها في وعي الناس لتكون برنامجاً للفكر والحياة اللذين يريد الله لهما أن ينطلقا من الحق ،ويتحركا في خطّه بالانفتاح على الله ،في ما يوحي به إلى أنبيائه من آيات ،{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} فهو المطّلع على قلوب عباده ،وما تحس وتفكر به ،فكل شيء مكشوفٌ لديه ولا يوجد سرّ يمكن أن يخفى عنه .