قوله:{وقالوا ياأيّه السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون} لما عاين فرعون وقومه العذاب وكابدوا من شدة ما نزل بهم أشد المكابدة ،حفوا مسرعين إلى موسى يسألونه في تكريم له وتوقير أن يتضرع إلى ربه عسى أن يكشف عنهم البلاء ،فقالوا له:{يآأيّه الساحر} وليس وصفه بالسحر من باب الذم بل من باب المدح له و الثناء .و المراد بالساحر في زمانهم ،العالم .فقد كان الساحر عظيما وهو فيهم موضع توقير و إجلال . ثم قالوا له:{ادعوا لنا ربك بما عهد عندك} أي ادع الله بعهده الذي عهد إليك أننا إن آمنا بك و اتبعناك كشف عنا الرجز ( العذاب ) فاسأل الله عسى أن يكشف عنا ما نزل بنا من البلاء{إننا لمهتدون أي لمصدقون فيما جئتنا به فمتبعوك في دينك .