قوله:{وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} أتتهم الآيات الخوارق من عند الله ،الواحدة تلو الأخرى .وما من آية معجزة بينة من هذه الآيات تأتيهم إلا كانت أعظم مما قبلها من المعجزات مع أن تلك المعجزات جميعا عظيمات ويشهدن بصدق نبوة موسى وأنه مرسل من ربه .لكن القوم ،وفي رأسهم الطاغوت الأثيم المتجبر فرعون ،موغلون في الغفلة والعناد والتمرد .وبذلك استحقوا من الله أن يأخذهم بعذاب من عنده بسبب تكذيبهم وعتوهم .ولقد كان ذلك .
وهو قوله سبحانه:{وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} أنزل الله بهم عذابا ،جزاء كفرهم وظلمهم واستسخارهم بآيات الله ،فقد أخذهم بالسنين ونقص من الثمرات وبالجراد والقمل والضفادع والدم ،وهو ما بيناه سابقا{لعلّهم يرجعون} أي يتذكرون ويكفّون عن ظلمهم وتكذيبهم فيبادرون الإيمان والطاعة وحسن المتاب .
لقد بيّن الله ذلك لرسوله صلى الله عليه وسلم تأنيسا له وتسلية ،كيلا يحزن أو يبتئس من تكذيب قومه وصدّهم عن دين الله وعن سبيله المستقيم .