/م46
المفردات:
أخذناهم: أخذ قهر بالعذاب ،فأرسلنا عليهم الجراد والقمل والضفادع .
التفسير:
48-{وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} .
ما نُري فرعون وملأه من معجزة إلا هي أكبر من سابقتها في الحجية عليهم ،والدلالة على صحة دعوته إلى التوحيد ،مع كون التي قبلها عظيمة في نفسها ،فإن بعض الناس يتأثر ببعض الآيات أكثر من الأخرى ،وبعض الناس تأسره معجزات أخرى ،والإنسان نفسه يختلف رأيه في بعض الأوقات ،فتارة يفضل هذا ،وتارة يفضل ذاك ،مثل قولهم: رأيت رجالا بعضهم أفضل من بعض ،ومنه بيت الحماسة:
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري
{وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} .
أخذناهم بالعذاب المتدرج المتكرر الذي تشتمل عليه تلك الآيات ،لعلهم يرجعون عن كفرهم ،ويثوبون إلى رشدهم ،والمراد بالعذاب هنا العذاب الدنيوي ،الذي أشار إليه قوله سبحانه:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ( 133 ) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ( 134 ) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ( 135 ) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ( 136 )} .( الأعراف: 133-136 ) .