{وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آية إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا} وتوالت الآيات ...من نقصٍ في السنين ،ونقصٍ من الثمرات ،إلى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ،آياتٍ مفصّلاتٍ تحدثت عنها سورة الأعراف ..وقد يتساءل القارىء عن هذا التفاضل بين هذه الآيات كيف نرصده ونفسره ..وقد أجاب صاحب الكشاف عن ذلك بأن «الغرض بهذا الكلام أنّهنّ موصوفاتٌ بالكبر لا يكدْنَ يتفاوتن فيه ،وكذلك العادة في الأشياء التي تتلاقى في الفضل وتتفاوت منازلها فيه التفاوت اليسير ،أن تختلف آراء الناس في تفضيلها فيفضل بعضهم هذا وبعضهم ذاك ،فعلى ذلك بنى الناس كلامهم فقالوا: رأيت رجالاً بعضهم أفضل من بعض ،وربما اختلفت آراء الرجل الواحد فيها ،فتارةً يفضل هذا وتارةً يفضل ذاك ،ومنه بيت الحماسة:
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري »[ 1]
وربما كانت الإشارة بلحاظ أن التدقيق فيها قد يقف بنا على نوعٍ من التفاضل من حيث الحجم أو من حيث التأثير السلبي على طبيعة الحياة من حولهم .{وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ} الذي تنزل عّليهم في هذه الآيات العذابية ،ليفكروا في الرسول والرسالة{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن كفرهم وضلالهم .