{وَقَالُواْ يا أَيّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} وتجمّعوا حوله ،وقد أدركوا أن هناك قوّةً خفيّةً غامضةً لا يملكون معرفتها تقف وراء هذا الرجل ،ولكنهم لم يتحرروا من عقدة التفكير بكونه ساحراً ،بسبب الجوّ الغامض الذي يلف قوّته ،أو لأنهم يرون العالم الماهر ساحراً ،وربما كان نعته بالساحر مورد الاستهزاء بما يدّعيه من رسالة تربطه بالرب العظيم الخالق الذي لا يعرفونه ،وقد يتخيلونه مجرد وهمٍ يعيش في ذهن موسى الذي أراد أن يعطي دوره السحري مرتبة القوّة المطلقة التي ترتفع به إلى العلاقة بالسماء ليتميز على غيره من عظماء الناس ،ولينازع فرعون مركزه العظيم ..ولهذا حاولوا أن يجاروه في وهمه الكبير ليرفع عنهم نتائج سحره ..وطلبوا منه أن يدعو ربه من خلال العهد الذي عهده عنده ،وأكدوا له اهتداءهم إلى دينه ليرفع عنهم البلاء{إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} في خط الرسالة ..