قوله:{واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح} يعني في تعاقب الليل والنهار ،هذا بظلامه ،والآخر بضيائه ،وما أنزل الله من السماء من غيث مغيث يجعل الله منه رزقا للعباد وقوتا وشرابا ،ويحيي به الله الأرض فيثير فيها الخصب والنماء والخضرة والبركة ،بعد أن كانت قفرا يبسا لا ماء فيها ولا نبات ولا حياة .وكذلك تصريف الله للرياح فتهب من الشمال تارة ،ومن الشرق ثانية ،ومن الغرب ثالثة وغير ذلك من أنواع الرياح على اختلاف هبوبها وجهاتها ومنافعها فمنها المبشرات التي تحمل الأمطار فتبشر بالخير والسعة والرزق ،ومنها الساخنة التي تحمل للأرض الحرارة فينضج الزرع ويينع الثمر .ومنها الريح الطيبة التي تحمل النسائم المرغوبة المستطابة فتهيج في الحياة النشاط والبهجة والحركة ،وفي ذلك كله{آيات لقوم يعقلون} فيما تبين من الظواهر الكونية العجاب علامات وبراهين يستدل بها أولو العقول النيرة على قدرة الله الصانع الحكيم{[4182]} .