وأما الرابع منها: وهو اختلاف الليل والنهار المذكور في قوله: واختلاف الليل والنهار ،فقد جاء موضحاً أيضاً في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى في البقرة:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرض وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ التي تَجْرِى في الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ} إلى قوله:{لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [ البقرة: 45] .وقوله تعالى في آل عمران:{إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرض وَاخْتِلَافِ الليل وَالنَّهَارِ لآيات لأولي الألباب} [ آل عمران: 190] .وقوله تعالى في فصلت:{وَمِنْ ءَايَاتِهِ الليل وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [ فصلت: 37] ،وقوله تعالى:{وَءَايَةٌ لَّهُمُ الليل نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} [ يس: 37 -38] .وقوله تعالى:{يُقَلِّبُ اللَّهُ الليل وَالنَّهَارَ إِنَّ في ذالِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِى الأبصار} [ النور: 44] ،وقوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الليل سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَاهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} القصص: 71 -73] ،وقوله تعالى:{وَهُوَ الذي يُحَيي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ الليل وَالنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [ المؤمنون: 80] والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
وأما الخامس منها وهو: إنزال الماء من السماء وإحياء الأرض به وإنبات الرزق فيها المذكور في قوله:{وَمَآ أَنَزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} فقد جاء موضحاً أيضاً في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى في البقرة:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرض وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ التي تَجْرِى في الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} إلى قوله{لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [ البقرة: 164] ،وقوله تعالى:{فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}{ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً} إلى قوله{مَّتَاعاً لَّكُمْ ولأنعامكم} [ عبس: 24 -32] .
وإيضاح هذا البرهان باختصار أن قوله تعالى:{فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} أمر من الله تعالى لكل إنسان مكلف أن ينظر ويتأمل في طعامه كالخبز الذي يأكله ،ويعيش به من خلق الماء الذي كان سبباً لنباته .
هل يقدر أحد غير الله أن يخلقه ؟
الجواب: لا .
ثم هب أن الماء قد خلق بالفعل ،هل يقدر أحد غير الله أن ينزله إلى الأرض ،على هذا الوجه الذي يحصل به النفع ،من غير ضرر بإنزاله على الأرض رشاً صغيراً ،حتى تروى به الأرض تدريجاً من غير أن يحصل به هدم ،ولا غرق كما قال تعالى:{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ} [ النور: 43 والروم: 48] .
الجواب: لا .
ثم هب أن الماء قد خلق فعلاً ،وأنزل في الأرض ،على ذلك الوجه الأتم الأكمل ،هل يقدر أحد غير الله أن يشق الأرض ،ويخرج منها مسمار النبات ؟
الجواب: لا .
ثم هب أن النبات خرج من الأرض ،وانشقت عنه فهل يقدر أحد غير الله أن يخرج السنبل من ذلك النبات ؟
الجواب: لا .
ثم هب أن السنبل خرج من النبات فهل يقدر أحد غير الله أن ينمي حبه وينقله من طور إلى طور حتى يدرك ويكون صالحاً للغذاء والقوت ؟
الجواب: لا .
وقد قال تعالى:{انْظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ في ذالِكُمْ لآيات لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [ الأنعام: 99] ،وكقوله تعالى:{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} [ النبأ: 14 -16] .وقوله تعالى:{وَءَايَةٌ لَّهُمُ الأرض الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [ يس: 33] ،والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
واعلم أن إطلاقه تعالى الرزق على الماء ،في آية الجاثية هذه ،قد أوضحنا وجهه في سورة المؤمن في الكلام على قوله تعالى:{هُوَ الذي يُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ رِزْقاً} [ غافر: 13] الآية .
وأما السادس منها: وهو تصريف الرياح المذكور في قوله{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} فقد جاء موضحاً أيضاً في آيات من كتاب الله كقوله في البقرة:{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [ البقرة: 164] وقوله تعالى:{وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [ الروم: 46] ،وقوله تعالى{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [ الحجر: 22] إلى غير ذلك من الآيات .
تنبيه
اعلم أن هذه البراهين العظيمة المذكورة ،في أول سورة الجاثية ،هذه ثلاثة منها ،من براهين البعث ،التي يكثر في القرآن العظيم ،الاستدلال بها على البعث ،كثرة مستفيضة .
وقد أوضحناها في مواضع من هذا الكتاب المبارك في سورة البقرة وسورة النحل وغيرهما ،وأحلنا عليها مراراً كثيرة في هذا الكتاب المبارك وسنعيد طرفاً منها هنا لأهميتها إن شاء الله تعالى .
والأول من البراهين المذكورة هو خلق السماوات والأرض المذكور هنا في سورة الجاثية هذه{إِنَّ في السَّمَاوَاتِ والأرض لآيات لِّلْمُؤْمِنِينَ} لأن خلقه جل وعلا للسماوات والأرض ،من أعظم البراهين على بعث الناس بعد الموت ؛لأن من خلق الأعظم الأكبر ،لا شك في قدرته على خلق الأضعف الأصغر .
والآيات الدالة على هذا كثيرة كقوله تعالى:{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [ غافر: 57] أي ومن قدر على خلق الأكبر فلا شك أنه قادر على خلق الأصغر ،وقوله تعالى:{أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السَّمَاواتِ والأرض بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [ يس: 81] .وقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الذي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض وَلَمْ يعي بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} [ الأحقاف: 33] وقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الذي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} [ الإسراء: 99] الآية .وقوله تعالى:{أَءَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ ولأنعامكم} [ النازعات: 27 -33] .
ونظير آية النازعات هذه قوله تعالى في أول الصافات:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ} [ الصافات: 11] الآية ،لأن قوله:{أَم مَّنْ خَلَقْنَآ} يشير به إلى خلق السماوات والأرض ،وما ذكر معهما المذكور في قوله تعالى:{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} إلى قوله{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [ الصافات: 5 -10] .
وأما الثاني من البراهين المذكورة: فهو خلقه تعالى للناس المرة الأولى ،لأن من ابتدع خلقهم على غير مثال سابق ،لا شك في قدرته على إعادة خلقهم ،مرة أخرى كما لا يخفى .
والاستدلال بهذا البرهان على البعث كثير جداً في كتاب الله كقوله تعالى:{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ في رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ} [ الحج: 5] إلى آخر الآيات .وقوله تعالى:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيي الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الذي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [ يس: 78 -79] وقوله تعالى:{وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّا ًأَوَلاَ يَذْكُرُ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} [ مريم: 66-68] الآية .
وقوله تعالى:{وَهُوَ الذي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [ الروم: 27] الآية .وقوله تعالى:{فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الذي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [ الإسراء: 51] وقوله تعالى:{كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [ الأنبياء: 104] وقوله تعالى:{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأول بَلْ هُمْ في لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ ق: 15] وقوله تعالى:{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأولى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ} [ الواقعة: 62] وقوله تعالى:{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأنثى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأخرى} [ النجم: 45 -47] وقوله تعالى:{أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأنثى اأَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِىَ الْمَوْتَى} [ القيامة: 36 -40] .وقوله تعالى:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِين َوَهَذَا الْبَلَدِ الأمين لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} إلى قوله{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} [ التين: 1 -7] يعني أي شيء يحملك على التكذيب بالدين أي بالبعث والجزاء ،وقد علمت أني خلقتك الخلق الأول في أحسن تقويم ،وأنت تعلم أنه لا يخفى على عاقل أن من ابتدع الإيجاد الأول لا شك في قدرته ،على إعادته مرة أخرى إلى غير ذلك من الآيات .
وأما البرهان الثالث منها: وهو إحياء الأرض بعد موتها المذكور في قوله تعالى في سورة الجاثية هذه:{وَمَآ أَنَزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} ،فإنه يكثر الاستدلال به أيضاً على البعث في القرآن العظيم ،لأن من أحيا الأرض بعد موتها قادر على إحياء الناس بعد موتهم ،لأن الجميع أحياء بعد موت .
فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى:{وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرض خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الذي أَحْيَاهَا لَمُحْيي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} [ فصلت: 39] وقوله تعالى:{وَتَرَى الأرض هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن في الْقُبُورِ} [ الحج: 5 -7] وقوله تعالى:{فَانظُرْ إِلَى ءَاثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لمحي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} [ الروم: 50] وقوله تعالى{وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يدي رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذالِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [ الأعراف: 57] .
فقوله تعالى:{كَذالِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى} أي نبعثهم من قبورهم أحياء كما أخرجنا تلك الثمرات بعد عدمها ،وأحيينا بإخراجها ذلك البلد الميت ،وقوله تعالى:{يُخْرِجُ الْحَي مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَي وَيُحْيي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [ الروم: 19] يعني تخرجون من قبوركم أحياء بعد الموت .وقوله تعالى:{وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَالِكَ الْخُرُوجُ} [ ق: 11] إلى غير ذلك من الآيات .