قوله:{ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة} يعني ليس من أحد أضل وأجهل من عبد يدعو آلهة مزعومة مصنوعة من الخشب أو الحجر أو نحوهما لا تستجيب دعاء من يدعوها وإن طال الدعاء أو امتد إلى يوم القيامة ،لأنها آلهة مصطنعة مفتراة لا تملك لأحد ضرا ولا نفعا{وهم عن دعائهم غافلون} لأن ما يدعون من الآلهة ،معبودات مختلفة من التماثيل البلهاء الصم ،فهي لا تعي ولا تنطق ولا تسمع ولا تبصر .فأنى لها أن تستجيب لأحد دعاءه .وذلكم توبيخ شديد لهؤلاء المشركين الغافلين الجاهلين الذين يعكفون على عبادة آلهة مصنوعة مفتراة لا تغني من الحق شيئا .