قوله:{ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون} التولي من الولي بسكون اللام وهو القرب والدنو .والولي بكسر اللام ،وهو القرب والدنو ،والولي بكسر اللام ،ضد العدو ،وهو يعني الناصر والمحب والحليف والتابع والنصير .والموالاة ضد المعاداة وتعني المناصرة والولاية بالفتح والكسر بمعنى النصرة والتناصر والتحالف .والموالاة ضد المعاداة ،أي المناصرة .وعلى هذا فتأويل قوله:{ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا} أي من ينصر الله ورسوله فيفوض أمره إلى الله ويتبع دينه وهداه ويمتثل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ويوالي المسلمين أي يتخذهم أولياء فيكون لهم عونا ونصيرا{[1009]} .
قوله:{فإن حزب الله هم الغالبون} الحزب ،بمعنى الطائفة وجماعة الناس ،وجند الرجل وأصحابه الذين على رأيه .حزبه الأمر أي نابه واشتد عليه .وأمر حازب وحزيب أي شديد .وحزب الله أي جنده وأنصاره وهم الذين يدينون بدينه ويعملون جاهدين لإعزاز شرعه ومنهاجه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
هذه الطائفة المؤمنة الصادقة المخلصة التي تسير على منهج الله لا جرم أنهم حزب الله فهم الغالبون الذين كتب الله لهم الغلبة والنصر{[1010]} .