قوله:{وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد}} يحذر الله هؤلاء المشركين أن يضلوا كما ضل المشركون السابقون من قبلهم فيحيق بهم العذاب والنكال كما حق بأولئك السابقين .
والمعنى: كذبت قبل هؤلاء المشركين الذين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ،أمم سابقة ،إذ جحدت رسلها واتخذت مع الله آلهة وأندادا وهم: قوم نوح الذين أخذهم الطوفان ،وأصحاب الرس الذين رسوا نبيهم في بئر فقتلوه ،وثمود ،قوم صالح الذين عقروا الناقة وعصوا رسول ربهم فجاءهم من الله ريح عاصف تدمر عليهم كل شيء .وقوم لوط الذين أهلكهم الله وقطع دابرهم ،وأصحاب الأيكة وهي الغيضة ذات الشجر الكثير الملتف وهم قوم شعيب ،وقوم تبع ،وهو تبع الحميري . قوله:{كل كذب الرسل فحق وعيد} كل أولئك الأمم والأقوام كذبوا رسل الله .فتكذيب الأمة رسولها معناه تكذيبهم المرسلين أجمعين .وبذلك وجب لهم من الله الوعيد بالنكال وسوء المصير .