قوله:{ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} أي خلق الله صنفين مختلفين من كل شيء في الوجود .فسائر المخلوقات أصناف وأنواع مختلفة ومتكاملة .وذلك كالذكر والأنثى ،والسماء والأرض ،والليل والنهار ،والشمس والقمر ،والنور والظلام ،والسهل والجبل ،والبر والبحر ،والحلو والمر ،والخير والشر ،والحياة والموت ،والحق والباطل ،والسعادة والشقاء ،والإيمان والكفر ،وغير ذلك من المعاني المتقابلة والخلائق المختلفة التي يكمل بعضها بعضا ،أو يتمم الواحد منها الآخر .لا جرم أن ذلك برهان أكبر على قدرة الصانع الحكيم الذي لا إله غيره وهو قوله:{لعلكم تذكرون} أي لتتدبروا وتوقنوا أن الله حق وأنه خالق كل شيء وأنه البديع المقتدر .