{وَمِن كُلّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} مما تعلمونه ،ومما لا تعلمونه من المخلوقات الحية والنامية وحتى الجامدة ،فقد اكتشف الإنسان أن الذرة ،التي قيل إن بناء الكون يرجع إليها ،مؤلفةٌ من زوجٍ من الكهرباء موجبٍ وسالبٍ ،وربما تكشف الأبحاث العلمية عن أشياء أخرى في هذا المجال ،والقضية التي تفرض نفسها على التفكير في هذه المسألة ،هي أن اللهفي شمول عبارة «كل شيء »يؤكد على وحدة الأساس الذي يرتكز عليه النظام الكوني ،وهو قانون الزوجية الذي تتنوع مفرداته وأشكاله وأوضاعه وأساليب حركته ،ما يفتح أمام الإنسان باب السعي لاكتشاف التفاصيل ،ذلك أن الله أراد لكتابه أن يشير إلى العنوان ،ليبحث الناس في المعنون الذي يختفي وراءه تارة ،وأراد أن يشير إلى المنهج أخرى ،لينطلق الفكر لاكتشاف مفرداته .فالقرآن لا يدخل في تفاصيل النظرية ،بل يوحي بها ،كمنطلقٍ للبحث وللتفكير .
{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} في ما يعنيه التذكر من انفتاح الفكر على كل المواقع التي توسّع آفاقه ،وتبعد عنه الغفلة والغيبوبة في الضباب ،