قوله:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} اختلف المفسرون في تأويل هذه الآية ،فقد قيل: ما خلقتهم إلا لأمرهم بعبادتي .وقيل: إنما خلقتهم ليقروا لي بالعبادة طوعا أو كرها .وقيل: إن هذا خاص بمن سبق في علم الله أنه يعبده فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص وعلى هذا فإن المعنى: وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلا لعبادتي .والأظهر عندي القول الأول ،فقد خلق الله عباده من الجن والإنس ليأمرهم بعبادته فيؤمنوا به ويوحدوه ويجتنبوا الإشراك به ،فمن أطاع فقد اهتدى .ومن فسق عن أمره ضل وغوى .أما العبادة فمعناها: الطاعة ،والتعبد ،معناه التنسك{[4347]} .