قوله:{وقليل من الآخرين} الثلة بمعنى الجماعة الكثيرة .فقد أخبر الله أن السابقين المقربين ثلة ،أي جماعة من الأولين ،وقليل من الآخرين: واختلف أهل التأويل في المراد بالأولين والآخرين وثمة قولان في ذلك: أحدهما: أن المراد بالأولين الأمم الماضية ،وبالآخرين هذه الأمة ،أي أن المقربين أولي الدرجات العالية في الجنة ،كثير منهم من الأولين وهم الأمم السالفة من لدن آدم إلى محمد عليهما الصلاة والسلام ،وقليل منهم من الآخرين أي من هذه الأمة .ونجد بعد التأمل أن في هذا القول نظرا ،لأن هذه الأمة خير الأمم فيبعد أن يكون المقربون في غيرها من الأمم السالفة أكثر منها .
القول الثاني: وهو الراجح .وخلاصته أن الثلة من الأولين ،من صدر هذه الأمة .وأن القليل من الآخرين ،من هذه الأمة أيضا .فالثلة من الأولين والقليل من الآخرين جميعهم من هذه الأمة .والله تعالى أعلم .