قوله:{فسلام لك من أصحاب اليمين} أي سلام لك فإنك ناج وأنت من أصحاب اليمين .يعني تسلم عليه الملائكة وتبشره بأنه من أصحاب اليمين .
على أنه لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار .فإذا أيقن أنه من أهل الجنة زهد في الدنيا وأحب الرحيل عنها للقاء الله ،وإذا أيقن أنه من أهل النار كره مفارقة الدنيا وأحب أن لا يبرحها البتة .وفي ذلك روى الإمام أحمد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة فسمعته يقول: حدثني فلان ابن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ،ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "قال: فأكبّ القوم يبكون ،فقال: ما يبكيكم ؟فقالوا: إنا نكره الموت ،قال: ليس ذاك ولكنه إذا احتضر{فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم} فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ،والله عز وجل للقائه أحب{وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم} فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ،والله تعالى للقائه أكره .