قوله:{ما قطعتم من لّينة أو تركتموها قائمة على أصولها} اللينة مفرد وجمعه اللين .وهو كل نوع من أنواع النخل سوى العجوة{[4497]} والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل حصون بني النضير عقب نقضهم العهد أمر بقطع نخيلهم وإحراقها .واختلفوا في عدد النخلات التي قطعت أو حرقت .فقيل: إن مجموع ما قطعه المسلمون من نخيلهم وأحرقوه ست نخلات .وقيل: قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة وقد أقرّهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك .
على أن المقصود من قطع النخيل لبني النضير ،هو إضعافهم والتضييق عليهم من أجل الخروج .فأخبر الله بعد ذلك أن قطع النخل إنما كان بإذن الله أي بأمره وقدره .وقد كان ذلك ردا لمقالة يهود ،إذ بعثوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك تنهى عن الفساد فما بالك تأمر بقطع الأشجار ؟فأنزل الله الآية{ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} أي أن قطعها لم يكن فسادا وإنما كان بأمر الله ليذل الخارجين عن طاعته وهم بنو النضير{[4498]} .