{مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ} وهي النخلة{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} في ما كان المسلمون يمارسونه من قطع النخيل في مواقع بني النضير لبعض الضرورات الحربية ،على أساس إيجاد حالةٍ نفسيةٍ صعبةٍ لديهم ،أو إزالة بعض الحواجز التي كانت تتمثل في النخيل الذي يمنع من حرية الحركة ،وذلك بأمرٍ من النبي( ص ) ،مما كان مثيراً لاعتراض بني النضير ،لأنه يمثّل نوعاً من التخريب أو الإفساد الذي لا يفيد المسلمين في شيء ،باعتبار أن ذلك يمثل نوعاً من الخسارة ،على تقدير انتقال الأرض إليهم .ولكن الله يقول إن ذلك لم يكن حالةً مزاجيةً اعتباطية ،بل كل ما أمر به النبي( ص ) وقام به المسلمون{فَبِإِذْنِ اللَّهِ} من خلال الحكمة التي أرادها في ساحة الصراع بين المسلمين واليهود ،{وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} ويدفعهم إلى السقوط تحت تأثير الهزيمة والخزي والعار والانهيار النفسي والعملي .
وهكذا نجد أن حركة المحاربين في ما يتعلق بقطع الأشجار أو إبقائها ،لا تنطلق من مبدأ الانفعال بالأجواء العسكرية ،بل تخضع للضرورات العامة في طبيعة الموقف من الأعداء في ما يحقِّق المصلحة العليا للإسلام وللمسلمين ،وللحياة من جهةٍ عامة .