{وَمَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} والفيء هو «ما كان من أموال لم يكن فيها هراقة دم أو قتل » كما روي عن الإمام جعفر الصادق( ع )[ 1] ،والمقصود بالآية هو ما حصل عليه المسلمون بقيادة النبي( ص ) ،من بني النضير{فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} فلم تحصلوا عليه من خلال حشد الخيل والإبلوهي الركابلأن المسافة ليست بعيدةً عنكم ،لأن حصونهم كانت في ضواحي المدينة ،مما لم تحتاجوا فيه إلى وسائل للنقل ،بل مشيتم إليهم راجلين ،ولم تحتاجوا إلى الدخول في قتالٍ معهم ،{وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَآءُ} بالوسائل الخفيّة التي يحققها للنصر كإلقاء الرعب وتهيئة الأجواء النفسية الملائمة ،ما يجعل النتائج متصلةً بالقيادة النبوية لا بالجنود الذين معه ،{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فلا يعجزه شيء ،ولا يفوته أحد ،فإذا اقتضت حكمته شيئاً ،فلا بد من أن يكون من خلال قدرته المطلقة الشاملة .