يقول تعالى مبينا لمال الفيء وما صفته ؟ وما حكمه ؟ فالفيء:كل مال أخذ من الكفار بغير قتال ولا إيجاف خيل ، ولا ركاب ، كأموال بني النضير هذه ، فإنها مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ، ولا ركاب ، أي:لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة ، بل نزل أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاءه الله على رسوله ; ولهذا تصرف فيه كما شاء ، فرده على المسلمين في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله ، عز وجل ، في هذه الآيات ، فقال:( وما أفاء الله على رسوله منهم ) أي:من بني النضير ( فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) يعني:الإبل ، ( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) أي:هو قدير لا يغالب ولا يمانع ، بل هو القاهر لكل شيء .