{ما أفاء الله على رسوله}: ما رده الله من أموال بني النضير ،والفيء: معناه في اللغة الرجوع ،ومعناه في الشرع: ما أُخذ من أموال الأعداء من غير قتال .
{فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب}: فما أسرعتم في السير إليه بخيل ولا إبل .يبين الله تعالى هنا حكْم ما أخذ من أموال بني النضير بعد ما حل بهم من الإجلاء ويقول: إن الأموال التي تركها بنو النضير في بيوتهم هي فيءٌ لله وللرسول يضعها حيث يشاء ..لأن ما أفاءه الله وردّه على رسوله من أموالهم قد تم مع أنكم أيها المسلمون ،لم تسرعوا إليهم بالخيل ولا بالإبل ولم تقاتلوهم ،بل نزلوا على حكم الرسول الكريم ،فالله يسلّط رسله على من يشاء من عباده بلا قتال ،{والله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
روى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: « كانت أموال بني النضير مما أفاء الله تعالى على رسوله خاصة ،فكان ينفق على أهله منها نفقةَ سنة ،ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدّةً في سبيل الله تعالى» .